يقع مسجد الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، بمصر القديمة بالقاهرة، وهي المنطقة التي تحوي عدد كبير من أضرحة آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
من هو الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه؟
هو عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك.
قصة إسلام الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه
لما عاد القريشون إلى مكة بعد صلح الحديبية، قرر الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، الذهاب إلى الحبشة عند أصحمة النجاشي فوجده اعتنق الإسلام، فاعتنق الإسلام هناك على يد النجاشي في السنة الثامنة للهجرة الموافق 629م، ثم أخذ سفينة متجهًا إلى المدينة المنورة فالتقى في الطريق بخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وهما يتجهان إلى المدينة ليدخلا في الإسلام فدخل ثلاثتهم المدينة المنورة في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم.
رحلته إلى مصر
اجتمع الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في الجابية حين جاء إلى الشام ليتفقد أحوالها بعد طاعون عمواس وعرض عليه فتح مصر وطلب السماح له بالمسير إليها.
وقال له وقتها الفاروق عمر رضي الله عنه، «إنك إن فتحْتها كانت قوةً للمسْلمين وعوْنًا لهم وهي أكْثر الأرْض أمْوالًا وأعْجزها عن القتال والحرب»، وهكذا صار الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى مصر مخترقًا صحراء سيناء ومتخذًا الطريق الساحلي ومع ذلك بقي الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مترددًا حتى يبدو أنه عدل عن موفقته فأرسل كتابًا إلى ااصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهو برفح فلم يستلمه ويقرأه إلا بعد أن دخل حدود مصر.
وفاته
توفى الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، ليلة عيد الفطر عام 43 هـ في مصر وله من العمر ٨٨ عاما، واختلفوا في عمره عند وفاته ودفن قرب منطقة المقطم بالقاهرة.
صفات الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه
عُرف عن الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، الدهاء والذكاء والفطنة قبل الإسلام وبعده حتى وُصف بأدهى العرب أو "داهية العرب"، ويقول فيه شمس الدين الذهبي: «داهية قريش، ورجل العالم، ومن يُضرب به المثل في الفطنة، والدهاء، والحزم».
لقّب الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، في معركة أجنادين بأرطبون العرب وقال "لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب فانظروا عما تنفرج، وعن قبيصة بن جابر قال"صحبت عمرو بن العاص فما رأيت رجلا أنصع طرفًا منه ولا أكرم جليسا ولا أشبه سريرة بعلانية منه".
مسجد الصحابي عمرو بن العاص في القاهرة
بعد إنشاء عاصمة جديدة لمصر على يد الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهي مدينة الفسطاط، قرر أن يكون هناك مسجد ليؤدي فيه المسلمون صلاة الجمعة والصلوات الخمس، وبني المسجد من الطوب اللبن وسقفه من جذوع النخل بالإضافة إلى بئر كانت معروفة باسم البستان وكانت يستخدمها المصلون للوضوء.
تم توسيع مساحة المسجد في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، حيث قام مسلمة بن مخلد الأنصاري بالعمل على اتساع مساحة المسجد وإضافة بعض الزخارف إلى الجدران وإنشاء 4 صوامع للمؤذنين حتى يصل صوت الأذان إلى أبعد مصلٍّ.
بعد ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلى حكمه أمر بترميم المسجد عام 568 هـ من خلال إعادة بناء المحراب الكبير والنقوش التي تقع على جدران المسجد.
0 تعليقات